اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
Advertisements

نظرة عامة

يعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واحدا من أكثر الاضطرابات النفسية والعصبية شيوعا، حيث يصيب 8.4% من الأطفال ونحو 2.5% من الكبار، طبقا للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (American Psychiatric Association).

وهو اضطراب مزمن يتمحور حول ثلاثة أعراض رئيسية:

  • نقص الانتباه (أي: ضعف القدرة على الحفاظ على التركيز).
  • فرط الحركة (غير مناسبة للموقف).
  • السلوك الاندفاعي مع عدم التفكير في العواقب.

ويؤثر اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة سلبا وبصورة كبيرة على جوانب الحياة الأكاديمة، والمهنية، والاجتماعية، والعاطفية للمصاب ما لم يتم علاجه والتفاعل معه بشكل صحيح.

ويمكننا تعريف اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في الأطفال (attention-deficit/ hyperactivity disorder – ADHD) بأنه ضعف أو قصر مدى الانتباه (attention span) و/ أو النشاط المفرط والاندفاع غير المتناسب مع عمر الطفل، بما يؤثر على أداء الطفل أو نموه، وهو نوع من اضطرابات النمو.

يُطلق على اضطرابات النمو أيضًا اسم اضطرابات التطور العصبي (neurodevelopmental disorders)، وتُعرّف اضطرابات التطور العصبي بأنها حالات عصبية يمكن أن تؤثر على اكتساب المهارات أو المعلومات أو الاحتفاظ بها أو ممارستها. وقد تنطوي هذه الاضطرابات على مشاكل في الانتباه، أو الذاكرة، أو الإدراك، أو المهارات اللغوية، أو مهارات حل المشكلات، أو التفاعل الاجتماعي. ويمكن لهذه الاضطرابات أن تكون خفيفة، ويمكن السيطرة عليها بسهولة بواسطة العلاجات السلوكية التعليمية، أو قد تكون أكثر شدة وتتطلب مزيدًا من الدعم والمعالجة.

ما الفرق بين ADD و ADHD؟

فيما سبق، كان يُطلق على اضطراب قلة الانتباه وفرط النشاط اسم قلة الانتباه فقط (ADD). لكن، لكثرة ملاحظة فرط النشاط عند الأطفال المصابين -وهو في الواقع امتداد جسدي لقلة الانتباه والاندفاع- أدت إلى تغيير المصطلح إلى قلة الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

أعراض وعلامات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

تبدأ أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في سن مبكرة، وغالبا ما تكون قابلة للملاحظة في سن السابعة (سن المدرسة)، ويحتوي ADHD على طيف واسع من الأعراض يُمكن تلخيصها تحت عنصريين أساسيين:

  • نقص الانتباه (Inattention).
  • فرط النشاط والاندفاعية (Hyperactivity and Impulsivity).

ولنتناول كل عنصر منهما بمزيد من التفصيل…

أعراض وعلامات نقص الانتباه:

  • ضعف  القدرة على الانتباه والتركيز في التفاصيل، وارتكاب أخطاء تدل على اللامبالاة في المنزل، والمدرسة، والعمل، والأنشطة المختلفة.
  • مواجهة صعوبات في الحفاظ على الانتباه أثناء أداء المهمات والأنشطة أو حتى في اللعب.
  • عدم إصغاء المصاب عند التحدث إليه بشكل مباشر.
  • عدم القدرة على اتباع التعليمات بشكل مناسب والفشل في أداء المهمات اليومية، مثل: الواجب المنزلي، أو مهمات العمل، (غالبا ما يفقد التركيز وينشغل بأشياء جانبية).
  • مواجهة صعوبات في تنظيم وترتيب المهمات والأنشطة.
  • كراهية الأعمال التي تتطلب مجهود ذهني لفترة طويلة والتهرب منها، مثل الواجبات المنزلية والمدرسية.
  • تكرار فقدان الأشياء والأدوات الهامة لأداء الأنشطة والمهمات، مثل: القلم، المفاتيح ، المحفظة ، النظارة، الأدوات المدرسية، الهاتف.
  • سهولة التشتت.
  • نسيان القيام ببعض الأنشطة الروتينة المعتادة، بشكل متكرر.

أعراض وعلامات فرط النشاط والسلوك الاندفاعي:

  • عدم القدرة على البقاء ساكنا لفترة طويلة، مع التململ وتحريك اليدين والقدمين بكثرة، والتلوي في المقعد.
  • عدم القدرة على البقاء جالسا بهدوء لفترة طويلة، والميل لترك المقعد في مواقف يتعين فيها الجلوس مثل مقابلات العمل.
  • الجري والتسلق والتحرك بشكل مبالغ وفي مواقف غير مناسبة (عند البالغين، ينحصر هذا العرض في الشعور بعدم الراحة والتململ عند ما يتعين عليه الجلوس لفترة طويلة).
  • عدم القدرة على اللعب والمشاركة في الأنشطة الترفيهية بهدوء.
  • اتخاذ المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “وضعية الاستعداد الدائم” (كأنه يعمل بمحرك).
  • التحدث بغزارة.
  • الاندفاع بالإجابة على الأسئلة حتى قبل إكمالها.
  • مواجهة المصاب لصعوبة شديدة في انتظار الدور.
  • مقاطعة وإزعاج الأشخاص أثناء محادثاتهم.

لا تظهر جميع الأعراض والعلامات السابقة على كل مصاب بالاضطراب، وإنما يظهر البعض دون البعض. وبناءا على هذه الملاحظة يندرج تحت تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أنواع فرعية، وذلك بحسب مجموع الأعراض والعلامات التي يعاني منها المصاب.

الأنواع الفرعية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط

طبقا للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، يتم تقسيم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى ثلاثة أنواع فرعية، اعتمادا على الصورة الإكلينيكية التي يظهر بها، وهي كالتالي…

النوع الأول: النوع الغافل بصورة أساسية (Predominantly Inattentive Type):

يَغلُب على هذا النوع أعراض وعلامات نقص الانتباه وعدم القدرة على التركيز لفترة طويلة، وبالتالي التقصير في أداء المهمات واتباع التعليمات، ويصيب هذا النوع الإناث والبالغين بصورة أكبر.

ويظهر بصورة أقل في الأطفال، وغالبا ما يتم تفويته أو تشخيصه بشكل خاطئ؛ بسبب غياب سلوكيات النشاط الزائد -في هذا النوع- مثل المقاطعة أثناء الصفوف المدرسية، والتي تساعد على ملاحظة الأعراض.

النوع الثاني: النوع المندفع والمفرط في النشاط بالدرجة الأولى (Predominantly Hyperactive and Impulsive Type):

يغلب على هذا النوع أعراض وعلامات فرط الحركة والنشاط الزائد، مثل: عدم القدرة على البقاء ساكنا لفترة طويلة، والمقاطعة المستمرة، والسلوك الاندفاعي الغير آبه للعواقب.

وينتشر هذا النوع بصورة أكبر في الذكور، وبالرغم من شيوع أعراض فرط النشاط في هذا النوع، إلا أن المصابين به يعانون أيضا من صعوبات التركيز على المهام وضعف في الانتباه.

النوع الثالث: النوع المختلط (Mixed Type):

وتظهر في هذا النوع أعراض وعلامات نقص الانتباه مع أعراض وعلامات فرط النشاط والسلوك الاندفاعي، ويصنف هذا النوع بأنه الأكثر شيوعا.

ومن الجدير بالذكر أنه قد يختلف التشخيص من نوع فرعي إلى نوع فرعي أخر باختلاف المراحل العمرية، فالطفل الذي تم تشخيصه بالنوع المختلط مثلا قد تقل عنده أعراض فرط النشاط والسلوك الاندفاعي مع مرور السنوات، ومن ثم يتغير تشخيصه إلى نوع نقص الانتباه (النوع الغافل بصورة أساسية)، وبالتالي يتم تغيير الخطة العلاجية بناءا على النوع الفرعي الجديد للاضطراب.

الأسباب وعوامل الخطر

لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد سبب قاطع لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومع هذا تشير الكثير من الأدلة العلمية إلى وجود ارتباط وراثي وثيق.

كما تشير بعض الأبحاث إلى وجود اختلافات تشريحية في أدمغة المصابين بالاضطراب، حيث تقل نسبة المادة الرمادية (grey matter) في التركيب التشريحي لدماغ المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة مقارنة بغير المصابين. والمادة الرمادية هي المادة المسئولة عن مجموعة من وظائف الدماغ العليا، مثل: الكلام واتخاذ القرار والتحكم بالأفعال وحركة العضلات.

وتفترض أبحاث أخرى أن نقص مستوى الدوبامين عند المصابين بالاضطراب عامل أساسي في ظهور الأعراض. والدوبامين هو مادة كيميائية تساعد في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، وتلعب دورا هاما في ردود الأفعال العاطفية والحركية.

بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة:

  • تدخين الأم أثناء فترة الحمل أو شرب الكحوليات والمواد الإدمانية.
  • الولادة المبكرة (قبل الأسبوع 37 من الحمل) أو ضعف وزن الطفل عند الولادة.
  • فرط إفراز الغدة الدرقية.
  • تزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال المصابين بالصرع.
  • تزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال المصابين بضرر في الدماغ.

كيف يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

يعد تشخيص هذا الاضطراب من الأمور الصعبة، حيث يقع التشخيص بين معضلتي الإفراط و التفريط.

فمن جانب يؤدي التفريط في تشخيص وعلاج قصور فرط الحركة ونقص الانتباه إلى خلل في جوانب حياتية كثيرة، مثل: ضعف الأداء الدراسي والأكاديمي، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية، وقد يصل الأمر لصدام مع أشكال السلطة والقوانين الإلزامية. وعلى الجانب الاخر، يؤدي الإفراط في تشخيص الاضطراب إلى وصم غير لائق للطفل والتأثير على إحساسه بالكفاءة الذاتية وإلى الاعتقاد بأنه غير قادر على أداء المهام العادية بدون علاج. ولذا فإن التشخيص الدقيق لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من الأمور الهامة.

لا يوجد اختبار أو مقياس محدد لتأكيد التشخيص، لكن يوجد الكثير من الأدوات والخطوات التي تساعد في الوصول للتشخيص، ومن ذلك ما يلي:

التشخيص عن طريق الصورة الإكلينيكية

طبقا للإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM_5) فإنه:

  • تظهر على الطفل علامات فرط النشاط والسلوك الاندفاعي غالبا قبل سن السابعة.
  • يجب أن تظهر الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر.
  • يجب أن تظهر الأعراض في مكانين مختلفين، المدرسة والمنزل مثلا.
  • ينبغي أن تكون الأعراض غير ملائمة للمستوى التطوري والإدراكي للطفل.

لتشخيص الأنواع الفرعية يلزم الأتي:

  • في حال النوع المندفع والمفرط في النشاط بالدرجة الأولى (Predominantly Hyperactive and Impulsive Type) يجب ظهور 6 أعراض على الأقل من أعراض فرط النشاط والاندفاعية (أو 5 في حال كان السن أكبر من 17 عاما)، وقد ذكرنا الأعراض في فقرة سابقة.
  • في حال النوع الغافل بصورة أساسية (Predominantly Inattentive Type) يجب ظهور 6 أعراض أو أكثر من أعراض فئة نقص الانتباه (أو 5 في حال كان السن أكبر من 17 عاما)، وقد ذكرنا الأعراض في فقرة سابقة.
  • وفي حال النوع المختلط (Mixed type) يجب ظهور 6 أعراض من كلا الفئتين.

اختبارات ومقاييس تساعد على تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

يتم تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن سلوكيات الطفل وأدائه في الأنشطة المدرسية المختلفة، وقد يتم اللجوء إلى الملاحظة المباشرة للطفل في المدرسة من أحد خبراء الطب النفسي للأطفال.

اختبار الأداء المستمر لكونرز (Conner’s Continuous Performance Test):

  • هو اختبار يتم إدارته عن طريق الحاسوب، وتم تصميم هذا الاختبار؛ لقياس مدى قدرة الأشخاص على الحفاظ على التركيز المستمر والانتقائي، وتشخيص المشاكل المتعلقة بقصور الانتباه.

مقياس كونرز لتقييم فرط الحركة وتشتت الانتباه (Conner’s rating Scale for ADHD):

  • هو مقياس يتم استخدامه للحصول على فهم أفضل للمشاكل الاجتماعة والأكاديمية والسلوكية التي يتم ملاحظتها في الفئة العمرية من 6 سنوات وحتى 18 سنةً، ويساعد بشكل كبير في تشخيص اضطراب قصور الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).

استبيان نقاط القوة والصعوبات (Strengths and Difficulties Questionnaire (SDQ)):

  • وهو استبيان قصير يساعد في تقييم الصحة العقلية والنفسية للأطفال والمراهقين من عمر سنتين وحتى 17 سنةً.

اختبارات اجتماعية:

  • لاستبعاد الاضطرابات المتعلقة بالبيئة الاجتماعية.

اختبارات لمقياس الذكاء:

  • لاستبعاد بعض الاضطرابات المتعلقة بنقص الذكاء وصعوبات التعلم.

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)

بعد التشخيص الدقيق لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يأتي دور وضع الخطة العلاجية المناسبة.

على الرغم من أنه لا يمكن القضاء على هذا الاضطراب بشكل كامل، إلا أن وضع نظام علاجي مناسب يساعد بصورة كبيرة جدا على السيطرة على الأعراض، ومنح المريض تحسنا ملحوظا في الحفاظ على التركيز والتقليل من فرط الحركة والاندفاعية، وبالتالي القدرة على الاندماج في الحياة الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية بشكل أفضل.

توجد الكثير من الأدوات والأنظمة العلاجية التي يمكن وصفها للمريض عن طريق الطبيب المختص بناءا على مجموعة من العوامل، مثل: السن، والتقييم العام، وشدة المرض وغيرها.

العلاج الدوائي

يوجد العديد من العقارات والعلاجات الدوائية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أهمها وأكثرها استخداما ما يلي:

  • الأدوية المُنشِطة (Stimulants).
  • الأدوية غير المُنشِطة (Non stimulants).
  • منبهات مستقبلات ألفا 2 (Alpha2 Agonist).

ويلزم قبل وصف العلاجات الدوائية للاضطراب أخذ تاريخ مرضي مفصل للأمراض المزمنة خاصةً المتعلقة بالقلب، وكذلك القيام ببعض الفحوصات الأساسية مثل قياس معدل التنفس (RR)، ومعدل النبض (Pulse)، وضغط الدم (BP)، وإجراء تخطيط رسمي لكهرباء القلب (ECG) -في حال وجود تاريخ مرضي لمشاكل بالقلب-.

الأدوية المنشطة (Stimulants):

  • ميثيل فينيدات (Methylphenidate).
  • أمفيتامين (Amphetamine).
  • ديك ميثيل فينيدات (Dexmethylphenidate).

تعتبر أنجح الفئات الدوائية من حيث الفعالية في تحسين أعراض اضطراب فرط الحركة مع تشتت الانتباه.

تعمل الأدوية المنشطة عن طريق تثبيط استعادة النهايات العصبية للنواقل العصبية، بشكل أساسي مادتي الدوبامين (Dopamine) والنور إبينفرين (Norepinephrine)، وبالتالي زيادة نسبتهم عند الوصلات العصبية، مما يؤدي لزيادة معدل الاستثارة العصبية. حيث تفسر بعض النظريات -كما أشرنا سابقا- بأن زيادة معدلات النشاط ونقص الانتباه عند المصابين بالاضراب، هو محاولة من الدماغ لتعويض نقص تلك النواقل العصبية عن طريق الاستثارة بالانتقال بين الأنشطة المختلفة بسرعة، وبالتالي ضعف القدرة على التركيز على نشاط واحد لمدة زمنية طويلة، وبذلك تفترض بأن ملخص عمل الأدوية المنشطة هو استثارة الدماغ دوائيا، مما يهدئ من محاولات الدماغ للاستثارة عن طريق فرط النشاط الحركي.

قد تسبب تلك الأدوية بعض الأعراض الجانبية، مثل: فقدان الشهية، وخسارة الوزن، وقلة النوم، وقابلية الاعتمادية والإدمان.

الأدوية غير المنشطة (Non Stimulant):

  • الأتوموكستين (Atomoxetine): يعمل عن طريق التثبيط الانتقائي للناقل العصبي النور إبينفرين (Norepinephrine).

يتلافي الأتوموكستين بعض الأعراض الجانبية للأدوية المنشطة، مثل: الأرق وفقد الشهية وقابلية الإدمان، وذلك بسبب عدم تأثيره على مستوى الدوبامين.

منبهات مستقبلات الألفا 2 (Alpha2 Agonist):

  • كلونيدين (Clonidine): دواء كان يستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع.
  • جوانفاسين (Guanfacine).

تعمل تلك الفئة عن طريق تنبيه مستقبلات ألفا 2 (Alpha2 Agonist) الموجودة في قشرة الفص الجبهي (prefrontal cortex)، وبالتالي تساعد في تنظيم السلوك وتعزيز الانتباه.

العرض الجانبي الأساسي في هذه الفئة هو النعاس، وقد تسبب انخفاض ضغط الدم أيضا.

العلاجات غير الدوائية (العلاجات النفسية والسلوكية)

تستخدم العديد من العلاجات النفسية والسلوكية في المساعدة على تحسين أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة سواءا كنظام علاجي مستقل أو بشكل مشترك مع العلاج الدوائي (وهو الأفضل من حيث النتائج).

وبوجه عام يمكننا وصف العلاجات النفسية والسلوكية للاضطراب بأنها متوسطة التأثير والفعالية، وتكمن ميزتها الأساسية في أن الأثار الإيجابية للعلاج تبقى حتى بعد إيقافه.

البرامج التعليمية والتدريبية:

  • تعليم المصاب بالاضطراب عن ماهيته وأهداف الخطة العلاجية ومهارات التأقلم مع الأعراض.
  • برامج تعليمية وتدريبة فردية وجماعية لتدريب الأباء وتعليمهم بخصوص الاضطراب لفهم طبيعته والتعامل الأمثل مع أبنائهم للمساهمة في علاجهم.
  • تدريب المصابين على المهارات الاجتماعية.
  • تدريب المدرسين على مهارات التدخل السلوكي لتعليم الطفل وتوجيهه للتأقلم في البيئة المدرسية والنشاطات الجماعية.

العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه (Behavioral Therapy):

يهدف العلاج السلوكي إلى مساعدة المصاب في التأقلم مع طبيعة الاضطراب وأعراضه، عن طريق تقويم بعض السلوكيات الغير مفيدة وتعزيز سلوكيات أخرى مفيدة تساهم في تحسين التعامل الطبيعي في الحياة اليومية وأداء المهمات المطلوبة.

ومن أمثلة ذلك:

  • التعزيز الإيجابي (Positive Reinforcement)، لسلوكيات الطفل الجيدة مثل نظام المكافاءة وعبارات الإطراء والثناء.
  • تعديل البيئة المحيطة، لتحسين الانتباه، مثل: ترتيب جلوس الطفل المصاب في الصف الأول في الفصل الدراسي؛ لتقليل المشتتات قدر الإمكان.

المآل (Prognosis)

العديد من المرضى تقل الأعراض لديهم بشكل كبير مع التقدم في السن. ومن الضروري استمرار البالغين على العلاج طالما استمرت الأعراض.

على الرغم من تحسن أعراض فرط الحركة والاندفاعية بصورة كبيرة مع الوقت، إلا أن أعراض نقص الانتباه قد تبقى لفترة أطول، وذلك في 50% من الحالات.

ربع الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالاضطراب تستمر الأعراض لديهم حتى سن الثلاثين.

نحو 20% من الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه معرضون للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، (Antisocial personality disorder). وما يمثل 15% من المصابون بالاضطراب يلجأون لإساءة استخدام المواد المخدرة.


قد تود الاطلاع على…

كتب هذا المقال د. عمرو بعد الرجوع لعدة مصادر أهمها:

وتمت المراجعة بواسطة الفريق الطبي المُراجع لموقع بيمارستان أر إكس.