نظرة عامة
التهاب البروستاتا: هو التهاب وتضخم في غدة البروستاتا، وغدة البروستاتا هي أحد أعضاء الجهاز التناسلي الذكري وتقع خلف المثانة مباشرة وقُبالة المستقيم وتزن 20 جرام تقريبا وهي في حجم الجوزة وتكبُر في الحجم مع التقدم في العمر، ويمر بداخلها الإحليل والذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، ووظيفتها إفراز السائل المنوي والذي يعمل على تغذية الحيونات المنوية.
أنواع التهابات البروستاتا:
- التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد: سنتناوله بالتفصيل فيما يلي من المقال
- التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن: سنتناوله بالتفصيل فيما يلي من المقال
- التهاب البروستاتا المزمن/ متلازمة آلام الحوض المزمنة: هذا ليس التهاب بالمعنى الدقيق للكلمة بسبب عدم وجود عدوى بكتيرية والسبب الدقيق لمتلازمة آلام الحوض غير معروف، وهي أكثر الأنواع شيوعا، وقد تبقى الأعراض كما هي مع مرور الوقت ولكن في بعض المرضى تهدأ الأعراض وتقل حدتها مع مرور الوقت
- التهاب البروستاتا عديم الأعراض: هذا النوع ليس له أعراض كما يظهر من اسمه، ويتم اكتشافه مصادفة في معظم الأحيان عند محاولة تشخيص مرض أخر ولا يحتاج إلى علاج
التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد ACUTE PROSTATITIS
التهاب البروستاتا الحاد: هو التهاب مؤلم في غدة البروستاتا وتظهر أعراضه حادة (بصورة سريعة ومفاجئة)، والذي يكون مصحوبا غالبا بعدوى بكتيرية وأشهرها الإشريكية القولونية (E. coli).
وهو أكثر أمراض الجهاز البولي انتشارًا بين الرجال دون سن الخمسين، ويأتي في المرتبة الثالثة في أمراض الجهاز البولي في الرجال فوق سن الخمسين.
أسباب التهابات البروستاتا الحاد
البكتيريا وهي نفس أنواع البكتيريا التي تُسبب التهاب المثانة.
ولذا يعتقد العلماء أن السبب في التهاب البروستاتا هو ارتداد البول الملوث بالبكتيريا من مجرى البول إلى قنوات البروستاتا مصيبًا إياها بالعدوى.
والبكتيريا المُسببة هي:
- الإشريكية القولونية (Escherichia coli): وهي السبب في أكثر من 80% من الحالات
- المكورة المعوية (المكورات العقدية) (Enterococcus): وهي السبب في حوالي 10% من الحالات
- بعض الأنواع الأخرى مثل: زائفة زنجارية (Pseudomonas aeruginosa)، متقلبة رائعة (Proteus mirabilis)، كليبسيلا (Klebsiella)، سراتية (Serratia)
- وفي بعض الحالات النادرة بكتيريا الأمراض الجنسية مثل السيلان (Neisseria gonorrhoeae)
- وفي أصحاب المناعة المنخفضة كمرضى الإيدز (AIDS) بكتريا مرض السل (Mycobacterium tuberculosis) وبعض أنواع الفطريات (Fungal)
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة (Risk factors)
- التهاب مجرى البول (التهاب المسالك البولية) (UTI): ويعد أهم العوامل على الإطلاق
- تضخم البروستاتا الحميد (BPH)
- بعض الإجراءات (التدخلات) الطبية مثل: استخدام القسطرة البولية (Urinary catheters) أو تنظير الجهاز البولي (فحص باستخدام المنظار) أو أخد عينة (خزعة) من البروستاتا (Prostate biopsy)
- إصابة جسدية في منطقة الحوض
تشخيص التهاب البروستاتا الحاد
يتم تشخيص التهاب البروستاتا الحاد عن طريق التاريخ الطبي والفحص (الأعراض والعلامات) واستبعاد الأمراض الأخرى التي تعطي نفس الأعراض مع طلب بعض الفحوصات ثم يستنتج الطبيب من كل ذلك أنك مصاب بالتهاب البروستاتا.
وسنناقش ذلك بالتفصيل فيما يلي:
الأعراض والعلامات
الأعراض
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم
- إعياء مع إحساس بالقشعريرة
- الإحساس بحُرقة أثناء التبول
- زيادة عدد مرات التبول
- ضعف في جريان البول وتقطعه
- ألم في المنطقة بين القضيب والمستقيم وقد يكون مصحوبًا بألم في الخصية وألم أسفل البطن والظهر
العلامات التي تظهر أثناء فحص المريض
- ألم أسفل البطن يظهر أثناء الفحص عند الضغط عليه باليد
- ألم شديد عند فحص البروستاتا من خلال المستقيم (فتحة الشرج): وتظهر البروستاتا على هيئة حُبيبية وأحيانا تكون طبيعية
الفحوصات التشخيصية
- تحليل البول: وهو من الفحوصات الأساسية لجميع مرضى التهاب البروستاتا؛ ويشير إلى العدوى في حال ظهور خلايا دم بيضاء فوق المعدل الطبيعي أو وجود أحد أنواع البكتيريا
- مزرعة بول: ويتم الاستعانة به في حال كانت نتيجة تحليل البول إيجابية؛ وفائدته معرفة البكتيريا المسببة على وجه التحديد وأيضا المضاد الحيوي الأنسب لها
- مزرعة لإفرازات البروستاتا (Culture for prostatic secretions): وتكمن أهميته في معرفة نوع البكتيريا بدقة ولكن لا يلجأ الطبيب إليه كثيرًا؛ حيث أنه شديد الألم للمريض
- مزرعة دم: وتمكن أهميتها في حال تعفن (تسمم) الدم (Sepsis) لمعرفة نوع البكتيريا
- اختبار مستضد البروستاتا النوعي (Prostate specific antigen test): قد يكون مرتفعا وينخفض بعد العلاج في معظم الحالات
فحوصات يتم اللجوء إليها في الحالات التي لا تستجيب للعلاج
- تنظير/ منظار المثانة البولية (Cystoscopy)، والأشعة التلفزيونية بالموجات فوق الصوتية (السونار) على البروستاتا، والأشعة المقطعية
المضاعفات
- تَعَفُن الدم (Sepsis): ويحدُث بسبب انتشار العدوى البكتيرية من البروستاتا إلى الدم ومهاجمة خلايا المناعة لها. وتظهر على المريض نفس الأعراض السابقة (أعراض التهاب البروستاتا) مع انخفاض في ضغط الدم أي أقل من 90/ 60 مم زئبق، وتسارُع في دقات القلب وزيادة في معدل التنفس. وينبغي حجز المريض فورًا في العناية المركزة والبدء بالمضادات الحيوية الوريدية
- احتباس البول (Urinary retention): ويحدث نتيجة لتضَخُم البروستاتا بسبب الالتهاب البكتيري مما يتسبب في انغلاق (انسداد) مجرى البول حيث أن البروستاتا تحيط بالجزء الداخلي منه، ويعالج احتباس البول بتركيب القسطرة البولية
- تكون خراج في البروستاتا (Prostatic abscess): ويحدث الخراج في الجسم بصفة عامة لإحاطة (غلق) المكان حول العدوى نتيجة لموت كرات الدم البيضاء وتكون الصديد. وخُراج البروستاتا نادر الحدوث. ويظهر في الحالات التي ترتفع لديها عوامل الخطر مثل تركيب قسطرة بولية أو في مرضى السكر والإيدز، ويحتاج خراج البروستاتا عادة لتدخل منظاري لفتح الخراج وفحص الصديد لمعرفة المضاد الحيوي المناسب
- التهاب البروستاتا المزمن (Chronic prostatitis): تحول الالتهاب من حاد إلى مزمن
علاج التهاب البروستاتا الحاد
العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية (Antibiotics): وهي العلاج الرئيس في التهاب البروستاتا الحاد وتحدد بناءًا على نوع البكتيريا لمدة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع
- حاصرات ألفا (Alpha blockers): وتعمل على استرخاء عنق المثانة وألياف العضلات المحيطة مما يعمل على تخفيف حدة الأعراض مثل تخفيف شدة الألم عند التبول
- مضادات الالتهاب اللاسترويدية (NSAID): وتساعد على تسكين الألم
العلاجات المنزلية
- الجلوس في حمام ماء دافئ
- تجنب الجلوس لمدة طويلة
- الامتناع عن الكحول والكافيين، والتقليل من الأطعمة الغنية بالتوابل والحمضيات
- شرب كميات كبيرة من السوائل مما يزيد من معدل التبول مما يعمل على طرد البكتيريا من المثانة
- تمارين الذهن للمساعدة على استرخاء العضلات (Biofeedback)
العلاج بالأعشاب
الأكل والتغذية ليس لها دور في الإصابة بالتهاب البروستاتا أو في الوقاية منها.
وكذلك العلاجات العشبية فلا يوجد دليل على أنها تساعد في العلاج أو تخفف من وطئة الأعراض على الرغم من انتشار تناولها بين مرضى التهاب البروستاتا.
مسار مرض التهاب البروستاتا الحاد (Prognosis)
يحدث الشفاء الكامل في أغلب الحالات بعد أخذ المضاد الحيوي للمدة المحددة من قِبل الطبيب المعالج طبقًا للحالة.
لا يمكن التنبؤ بأي الحالات سوف تتحول من التهاب البروستاتا الحاد إلى التهاب البروستاتا المزمن ولكن يتفاقم الأمر في حوالي 5% من الحالات.
ما ينبغي على المريض فعله:
سرعة التوجه للطبيب عند الشعور بالأعراض
أخد المضاد الحيوي الموصوف من قبل الطبيب بناءا على نوع البكتيريا للمدة المحددة كاملة حتى مع الشعور بالتحسن التام لمنع تكرار العدوى وحدوث المضاعفات وفي هذا أفضل فرصة للقضاء على البكتيريا.
التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن (Chronic prostatitis)
يظهر كمضاعفات في حوالي 5% ممن أصيبوا بالتهاب بروستاتا حاد، ويأتي على هيئة نوبات أي تاتي الأعراض وتختفي على فترات.
أسباب الحدوث
- عدم تَمكُن المضادات الحيوية من القضاء على البكتيريا، إما بسبب إهمال العلاج أو التوقف بعد الشعور بالتحسن أوعدم الاستمرار على العلاج للمدة المحددة من قبل الطبيب أو مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي أو أن المضاد الحيوي ليس الأنسب لهذا النوع من البكتيريا، وفي هذه الأحوال ستتكرر العدوى ويَصعُب علاجها
تشخيص التهاب البروستاتا المزمن
المعايير الرئيسية في التشخيص هي:
- ألم مزمن في منطقة الحوض والمنطقة التناسلية: في نحو 63% من الحالات ويظهر الألم في المنطقة بين مجرى البول والمستقيم (Perineum)، وقد يكون الألم في المناطق التالية: الخصيتين، مقدمة القضيب، أسفل البطن، أسفل الظهر
- أعراض التهابات مجرى البول: وهي كالأتي: إحساس بالحرقة يصاحب التبول، كثرة التبول، الإحساس بحاجة مُلحة للتبول طوال الوقت، ضعف جريان البول أو احتباس البول، تقطير البول (نزول نقاط من البول بعد الانتهاء من التبول) وتقطيعه، دم في البول، رائحة كريهة في البول، وتظهر هذه الأعراض بصورة مزمنة (متكررة)
- اضطرابات نفسية (Psychological): مثل الإكتئاب والقلق العام وانخفاض جودة الحياة
- مشاكل أثناء ممارسة الجنس: مثل حدوث ألم أثناء القذف، ظهور مني مصحوب بدم، ضعف الإنتصاب، ضعف الرغبة الجنسية، سرعة القذف أو تأخر القذف
علاج التهاب البروستاتا المزمن
- المضادات الحيوية: وتعطى لمدة 6 أسابيع ويُنصح بالاستمرار لمدة 12 أسبوعا للوصول لأفضل النتائج
- مضادات الالتهاب اللاسترويدية (NSAID): وتساعد على تقليل الألم
كتب هذا المقال د. أحمد ماهر بعد الرجوع لعدة مصادر أهمها:
- BMJ Best Practice
- Medscape
- Step-up to Medicine
- Pharmacotherapy Handbook
- Pocket Medicine
- Oxford Handbook of Clinical Medicine
وتمت المراجعة بواسطة الفريق الطبي المُراجع لموقع بيمارستان