حمية كامبردج CAMBRIDGE DIET

حمية كامبردج
Advertisements

مقدمة

حمية كامبردج أو نظام كامبردج لتنزيل الوزن: هو نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية إلى الغاية، ومصمم لإنقاص قدر كبير من الوزن في فترة زمنية قصيرة.

وهو نظام غذائي لا يعتمد بشكل أساسي على تناول الأكل الطبيعي، وإنما يتضمن تناول الأتي: المخفوقات منخفضة السعرات الحرارية، والحساء، والألواح الجاهزة المصنعة كوجبات خفيفة. وقد تم تصميم هذه المنتجات خصيصا لمتّبعي هذه الحمية؛ وذلك لتلبية جميع متطلباتهم الغذائية اليومية بموجب إرشادات صارمة للسعرات الحرارية تؤدي إلى فقدان سريع للوزن.

تم تصميم حمية كامبردج عام 1960 وقيل 1970 م من قبل آلان هوارد، أخصائي التغذية في جامعة كامبردج، ومن هنا جاءت التسمية بحمية كامبردج. ومن خلال عمله في قسم الأمراض الباطنية، تعاون هوارد مع استشاري تغذية آخر، وصمموا نظاما غذائيا منخفض السعرات الحرارية للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. ونشروا هذا النظام لاحقا للجمهور في كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عامي 1980 و 1984 م على التوالي. وفي العصر الحالي، تم إعادة تقديم رجيم كامبردج تحت اسم جديد وهو النظام الغذائي 1 : 1.

وخلال هذا المقال، سنحاول -بحول الله- شرح رجيم كامبردج بالتفصيل، وبيان مميزاته، وعيوبه، وهل من الآمن اتباعه؟ وذلك في ضوء الأبحاث العلمية التي تتناول هذا الفصل من الأنظمة الغذائية.

ما هي حمية كامبردج؟

نظام كامبردج لتنزيل الوزن، هو: نظام غذائي لا يعتمد بشكل أساسي على تناول الأكل الطبيعي، وإنما يتضمن تناول الأتي: المخفوقات منخفضة السعرات الحرارية، والحساء، والألواح الجاهزة (snack bars). وقد تم تصميم هذه المنتجات خصيصا لمتّبعي هذه الحمية؛ وذلك لتلبية جميع متطلباتهم الغذائية اليومية بموجب إرشادات صارمة للسعرات الحرارية تؤدي إلى فقدان سريع للوزن.

تتضمن الخطة الغذائية لرجيم كامبردج 6 خطوات، ويتراوح عدد السعرات الحرارية بين 450 إلى 1500 سعر حراري على مدار الخطة الكاملة. الخطوة 1 (نظام غذائي وحيد المصدر) وهي الخطوة الأكثر تطرفا والتي يتم فيها تناول منتجات حمية كامبردج فقط مع 2.5 لتر من الماء. أما الخطوة الأخيرة (الخطوة 6) هي مرحلة المحافظة والاستمرارية، وهي مرحلة أكثر مرونة ويسمح لك فيها بتناول وجبات صحية تتخللها بعض منتجات حمية كامبردج. وهنا يقوم أخصائي التغذية بتصميم المرحلة المناسبة لك اعتمادا على الفترة الزمنية المحددة لك سلفا لخسارة الوزن، وكذا الوزن المستهدف.

ويجدر بنا الإشارة إلى أن حمية كامبردج حمية صعبة الاتباع، وتحتاج قبل البدء في اتباعها إلى مراجعة طبيبك واستشاري التغذية المختص في هذا النوع من الأنظمة الغذائية.

آلية عمل رجيم كامبردج

على غرار نظام الكيتو، يعمل نظام كامبردج لتنزيل الوزن من خلال إجبار جسمك على الدخول في الحالة الكيتونية. ويدخل الجسم في هذه الحالة عندما لا يحصل على كمية السعرات الحرارية اللازمة للقيام بوظائفه المطلوبة، وعليه يضطر إلى اللجوء إلى مخازن الدهون لتحصيل الطاقة اللازمة. وفي رجيم كامبردج، وبسبب عدم تناول ما يكفي من الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة، يبدأ الجسم في حرق الدهون المخزنة، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في وزن الجسم.

ما هي مزايا حمية كامبردج؟

  • على المدى القصير، يمكن أن يساعدك رجيم كامبردج على خسارة قدر كبير من وزنك في وقت قصير، ونظرا لأن المنتجات البديلة للوجبات متوازنة غذائيا، فمن المتوقع أن يحصل من يتّبع رجيم كامبريدج على مجموعة كاملة من العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن.
  • عدم التعقيد، وذلك كونها لا تحتاج إلى الاتزام بأشياء كثيرة جدا، خلافا لبعض الأنواع الأخرى كرجيم النقاط.
  • أيضا هي حمية مريحة لمن يعاني من ضيق الوقت، أو يكافح للسيطرة على كمية الطعام التي يتناولها؛ وذلك لأنها تُحدد وجباتك سلفا.
  • هناك دراسات علمية تَدعي أنه يمكن استخدام رجيم كامبريدج بأمان لإنقاص الوزن والحفاظ على الوزن المفقود (عدم اكتساب وزن مرة أخرى)، إضافة إلى عدد من الفوائد الصحية طويلة الأجل.
  • تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى القدرة على تحمل نظام كامبريدج الغذائي والالتزام به على مستوى الأفراد، كما تشير إلى إمكانية استخدامه لتقليل الوزن حتى 15 كجم.
  • تشير بعض الأدلة أيضا إلى فاعلية رجيم كامبريدج في إدارة مرض السكري ومقدمات السكري وهشاشة العظام وانقطاع النفس الانسدادي النومي والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

سلبيات نظام كامبردج لتنزيل الوزن

  • تصاحبه رائحة كريهة للفم.
  • ضعف الشَعر.
  • الغثيان والدوار.
  • الإحساس بالبرد.
  • الإمساك وانتفاخ البطن.
  • صعوبة الاستمرارية بسبب الصرامة، وعند اتباع نظام غذائي شديد الصرامة، ينتهي الأمر بنتائج عكسية مثل: استعادة الوزن المفقود لاحقا.
  • حصوات المرارة.
  • لا يُنصح باتباع نظام غذائي يتضمن تناول أقل من 1000 سعر حراري يوميا لمدة أكثر من 12 أسبوعا؛ وذلك لتجنب العواقب الصحية الوخيمة، وعند تناول أقل من 1000 سعر يوميا، سوف تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص بصورة دورية لتجنب الآثار الصحية السلبية كخسارة العضلات.
  • يمكن أن تكون تكلفة المنتجات البديلة فوق طاقتك الاقتصادية، ما ينتهي بصعوبة شراؤها وهو ما يعني عدم الاستمرارية على الرجيم.

هل رجيم كامبردج آمن؟

عندما خرج هذا النظام الغذائي إلى النور عام 1980 م، كان عدد السعرات الحرارية اليومية يتكون من 330 سعرا حراريا، وهو عدد قليل جدا لدرجة غير آمنة. وفي السنوات الأخيرة، تم زيادة عدد السعرات اليومية إلى 600 سعرا حراريا، ويمكن أن يصل إلى 1500 سعرا حراريا في بعض الخطوات سالفة الذكر.

ومع ذلك، فلا يزال الجسم في حالة عجز شديد من السعرات الحرارية خلال معظم مراحل حمية كامبردج، ويدخل أيضا في وضع المجاعة، وهو ما يمكن تجنبه عند اتباع طرق أخرى لإنقاص الوزن. أضف إلى ذلك كونه نظام غذائي مؤقت، وهو ما يولد سؤالا بدهيا، ماذا بعد؟ هل ينتكس المرء ويستعيد الوزن المفقود؟ يبدو أن هناك خلل ما.

وفضلا عن كون حمية كامبردج مُقيِّدة جدا للسعرات الحرارية، فهي أيضا تتضمن تناول منتجات بديلة للوجبات في صورة مخفوقات وعصائر وحساء، ما يعني حرمناك من تناول الأطعمة التي تفضلها، وهو ما يتتسب في شعورك بالملل سريعا.

رجيم كامبردج بالتفصيل (جدول رجيم كامبردج)

لا يمكنك بسهولة إنشاء جدول رجيم كامبردج بمفردك في المنزل، ولكن إليك بعض التفاصيل التي تعطيك تصورا حول هذا النظام الغذائي.

الخطوة الأولى (رجيم كامبردج بالتفصيل ستيب 1):

  • مرحلة المصدر الوحيد: تَناوَل 3 إلى 4 منتجات من وجبات كامبريدج دايت كل يوم (وبهذا يتم استهلاك ما مقداره من 415 إلى 554 سعرا حراريا، وتدوم هذه المرحلة لمدة أسبوع واحد كحد أدنى و12 أسبوعا كحد أقصى).
  • مرحلة المصدر الوحيد+: تناوَل 3 منتجات من وجبات كامبريدج دايت + 200 مل من الحليب الخالي من الدسم كل يوم (وبهذا يتم استهلاك ما مقداره 615 سعرا حراريا في اليوم، وتستمر لمدة أسبوع واحد كحد أدنى و12 أسبوعا كحد أقصى).

الخطوة الثانية: تناوَل منتجين من Cambridge Diet بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالبروتين والحليب الخالي من الدسم وبعض الخضروات (وهنا يتم استهلاك ما مقداره 810 سعرا حراريا في اليوم، ويجب أن تستمر لمدة أسبوع واحد كحد أدنى).

الخطوة الثالثة: تناوَل منتجين من وجبات Cambridge Diet بالإضافة إلى الحليب الخالي من الدسم ووجبة الإفطار، وتناول السلطة فقط في وجبتي الغداء والعشاء (وهنا يتم استهلاك ما مقداره 1000 سعرا حراريا لمدة أسبوعين).

الخطوة الرابعة: تناوَل منتجين من وجبات Cambridge Diet بالإضافة إلى الحليب الخالي من الدسم، ووجبة الإفطار والغداء والعشاء (وتستمر هذه المرحلة لمدة أسبوعين).

الخطوة الخامسة: تناوَل منتج واحد من وجبات كامبردج دايت بالإضافة إلى الحليب الخالي من الدسم، والإفطار والغداء والعشاء ووجبة خفيفة واحدة (ويجب الاستمرار في هذه المرحلة لمدة أسبوعين).

الخطوة السادسة (مرحلة المحافظة والاستمرارية): بعد ذلك يُمكنك اتباع أي نظام غذائي صحي، وأضاف إليه بعض منتجات Cambridge Diet.

تجارب بعض مستخدمي حمية كامبردج

بعد مسح سريع للمراجعات على مركز المراجعات الشهير Review Centre، حيث شارك العديد من الأشخاص تجاربهم الخاصة مع نظام كامبردج لتنزيل الوزن،كانت أغلب المراجعات تنتقد قلة عدد السعرات الحرارية لدرجة يصعب معها ممارسة المهام اليومية.

واشتكى بعض المشتركين في برنامج رجيم كامبردج من تأخر المستشارين في الرد على استفساراتهم على مدار اليوم، وذلك عكس ما هو معلن من قبل القائمين على البرنامج.

أخيرا، ذكرت إحدى أخصائيات التغذية في إنجلترا أن رجيم كامبردج فعال ولكنه مكلف للغاية، مشيرة إلى أنه من “المستحيل” بالنسبة لمعظم الناس إنفاق 51.00 جنيها إسترلينيا في الأسبوع على مخفوقات هذا النظام الغذائي والألواح والمنتجات الخاصة به.

مخفوقات حمية كامبردج
Smoothie

الخلاصة

الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية مثل حمية كامبردج هي أنظمة قصيرة الأجل ولا يمكنك المداومة عليها، وتعرض صحتك البدنية والعقلية للخطر عند اتباعها. وإذا كنت تطمح إلى خسارة جزء من وزنك، فهناك وسائل أخرى صحية يمكنك استخدامها، مثل: حمية البحر المتوسط، وممارسة التمارين الرياضية مثل: تمارين الكارديو.

لا تشترك في أي برنامج غذائي يُجبرك على شراء منتجاته من أجل إنقاص الوزن؛ لأنه في كثير من الأحيان تستفيد الشركات ببساطة من جهل الناس حول الطرق الصحية لإنقاص الوزن.

تجنب أيضا أي نظام غذائي يعدك بنتائج فورية، إنها نوع من المجاعة المقننة ومقدمة لك في صورة أخرى، وما حصّلته من زيادة في الوزن على مدار سنين سوف يحتاج إلى بعض الوقت لخسارته.

لا تُقدم على اتباع أي نظام غذائي دون استشارة أخصائي التغذية، ليصمم لك نظاما يحوي عجز معقول في السعرات الحرارية، مع التأكد من تناول وجبات متوازنة ومليئة بالمغذيات الكبيرة (البروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية)، سوف يوفر لك الطبيب المختص نصائح غذائية غير متحيزة، ومصممة خصيصا لتلبية أهدافك الصحية، وتحقق تغييرا صحيا طويل الأمد وغير محصور في شكل الجسد، ولكن أيضا في صحة العقل وجودة الحياة عامة.


قد تود الاطلاع على…

كتب هذا المقال د. صبحي بعد الرجوع لعدة مصادر أهمها:

وتمت المراجعة بواسطة الفريق الطبي المُراجع لموقع بيمارستان أر إكس.